dimanche 2 février 2014

شظايا ذكريات

كسرت كأس نبيذها .. تقاطرت أنامل أصابعها دما ... أحمر قان تنزف ! كأنها الحياة داخل ذلك الجسد ما لبثت أن وجدت مخرجا .. وسارعت بالتسرّب متدفّقتا ... ورتعشت ووقفت عاجزا .. شضايا المرآت غزت الأرض و سجّاد و الفراش و كرسيّها المفضّل .. كان رأسها مصوّبا نحو الأرض حيث تقاطرت الدماء و دمعة ممزوجة بالكحل الّذي طالما عشقت أسلوبها فيه .. فستيقظت من وجلي و عجبت لأمري... فالجروح و الإصابات وحتّي الجثث أمر عاديّ في يومي .. إذ بي أمامها ، أقبّل يدها وهي رغم إصابتها تطلب منّي أن أنزع قميصي المفضّل كي لا يتّسخ ببقايا النبيذ و الدماء... لا أدري كيف عانقتها و كيف قدت نحو المستشفي في صمت ... لقد إشتقت هذا الصّمت طويلا لما كثر بيننا من خلافات ... كنت أسترق النّضر إليها فأجدها متّأكتا تبصر في جانب الطّريق .. لكأنّها تعدّ عواميد الإنارة ... لقد إشتقتها حقّا لكنّها هي من تقتلني غيرة و شكوك .. ألا تدرك شكلي البالي و بساطة فكري أمام حنانها الّا متناهي و جمالها الملإكي ؟ ألا تعلم أنّ لصوتها الهادئ تأثير الممنوعات ؟ ألا تدرك أنّ إبتسامتها و جنون أفعالها بينما أحلق أو أحاول إصلاح شيئ ما معطّب ... هو ما يمنحني حبّ الحياة و أستيقض كلّ يوم لأتأمّلها تسرّح شعرها و تلعن طوله و تلعنني لكوني سببا في عدم قصّه ولو لسنتمترات ... بينما أضحك كلّما علق المشط بشعرها الأسود لترمقني بتلك النضرة فأعانق الوسادة في برأة الأطفال ... ففي تلك النضرة تهديد واضح لخسارتي قهوة الصّباح المعتادة ... هممت بالضّحك لكلّ تلك الذكريات الجميلة .. لكنّي لمحت دموعها .. فزادت فيّا ألما و شجنا لا يفسّران ... أمام المستشفي فتحت لها الباب .. وكم صدمت لما جال ببالي .. إذ فطنت أنّي لم أفتح لها الباب منذ مدّة ليست بالصغيرة !! فهممت بالإعتذار لأنّي أدركت سبب هذه الغيرة .. لأنّي بعد تفكير تذكّرة أنّي لم أهدها وردة منذ .. زمن ليس بالقريب ... لم أعانقها أو أستمع لحكاياها أو حتّي شكرتها لوجودها .. وللعديد من التقصير و تعداد متغيّراتي وقفت مشدوها أمامها ... فإذ بها تكسر حاجز الصّمت !!!! " أنا آسفة لإفساد الأمسية .. " وعانقتني ...، فحملتها وتّجهت بها إلى داخل المستشفي.. ورغم أنّ هاتفي و أوراقي الثّبوتيّة و كلّ ما كنت فالعادة أرتعب لفكرت ضياعه تركته .. لم أحكم إغلاق أبواب السيّارة .. فهي الأغلا وهي ملا يمكن تعويضه .. وليذهب بعدها إلى الجحيم كلّ شيئ ...!!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire