vendredi 6 mai 2016

لتراتيل القهوة

ـ صباح الخير يا عمرى .. قمت عند برشة ؟
ـ أفقت قبلك ، لكننّى لم أقدر إعداد القهوة لوحدى ..
ـ يا حبّى شنية اللوغة العربية ؟ سهرت على فيلم الرسالة بعد ما رقدت وإلّا شنية ؟
ـ لا يا قرة عيني شوقا .. فقط هي محاولة منّى لأتصالح مع لغتنا التى إبتعدنا عنها كثيرا .. ومحاولة منّى أيضا.. لدفعك نحو الكتابة ، يكفيك هجرا لها .. .
ـ باهى .. أوكّى .. لكنى أخاف الأثر المعكوس ..
ـ كيف ذلك ؟
ـ يحكى أنه في زمن قديم جدًا، تعلمت امرأة امتطاء حصان أعرج لتثير إعجاب أحد فرسان القبيلة، فشلت فى إعجابه أو لفت نظره، فقتلت الحصان، أخاف أن تقتلى كتاباتك إن إعتزلت أنا .. .
ـ لا أخفيك سرا .. فكل النساء تتساوى فى مثل هذه الحلول الإنتقامية ، الفوضوية ..
ـ يا حومة ! نخاف أنا يعنى ..؟
ـ حبيبى !
ـ هل أخاف إذا ..؟
ـ هل أنت حصان أعرج لتخاف مثلا ..؟
ـ أكهو ! بدينا فى تسميع الكلام ! حصان يا بايبى إخر عمرى ؟ إذهبى إلى المطبخ وأعدى لنا القهوة لا نقوم نمسح بيك القاعة يا آكس إنتى
ـ لوحدى ..؟
ـ هانى معاك ..
------------------- *فالكوجينة . ---------------------------
ـ أتعلم ما أريد منك حقـّا ؟ أنا لا أريد أن تكون الصديق المقرب، كما وأني لا أريد أن أصير صديقة عادية، كنت أريد أن تتفهمني من منطلق أنني غريبة عن المنطق وعن هذا الكون .. وإنطباع جنون إن كان له إنعكاس مرآة .. فسيكون صورة لك.. لك فقط، إنّى جائعة .. جائعة لنفسى ولأكون نفسى..، أن تكتمل الصورة ولو للحظة .. الآن جائعة.. وأستحق الحصول على نصف تفاحة".
ـ لم يكن ذلك طلب صداقة .. كما أعرف أني لستُ بحالة تسمح لي بسؤال جميلة مثلك عن إعادة الكرّة، لكن يُلح الطقس المائل إلى البكاء هذا لأعرف نهاية هذا الطريق ..
ـ أن اكتب لك.. "المخلصة لك".. ثم أطوي رسالتي و أضعها بين كتاباتى الأخرى إليك ، أن أكتب على الظرف اسمك ولا أذكر عنوانك ثم أترك مكان الطابع بريدي أجوف..، معناه أنّي إمرأة تحبك بلا مكان .. أوطن ..، قدر ما حاولت استئصالك بالكتابة لم أنجح.
ـ أتعلمين أننّى لا أكتب إلّا الأحداث الواردة ... ففي نهاية هذه الحكاية ترتبط الخيوط لتتضح أنها ليست خيالية ، هي الواقع وتمتُّ بصلةٍ تامة للأشخاص بين السطور، فقط .. كانوا أحياءً حتى تاريخ الكتابة وبمجرد كتابة التاريخ ماتوا..، بالكتابة أدفن الماضى وهي طريقتى للتجاوز ..
ـ ولم طال غيابك إذا .. ؟
ـ يا صغيرتى .. الرسائل التي لا تصل لا طائل من كتابتها
ـ إذا بعد كل ما حدث .. أنت لا تكتب للعابرين حقا ، بل بكتاباتك وجهة ..؟
ـ لا .. بل أنا متعب من العابرين، أتعبتني تلكَ الزائرات المتطفلات، وأتعبتني قلة اكتراثهنّ بالتفاصيل الصغيرة، إنّ عابرات السرير اللواتي يرقصن طوال الليل على ضوء القمر لا يثقن بنور الصباح.. قررتُ الابتعاد عن هذه العادة، عادة استقبال أي امرأة في قاعة الإنتظار التي أملك، أقصد "قلبي".
ـ تقصد أنّك قررت أن تصادق الوحدة وأنّ أمر العلاقات قد ولّى ..؟
ـ لا ، أقصد أنّى فقدت صبرى وأشتهى قهوة !
ـ إممم .. إدمانك للكافيين عالى .. سأعد إليك ما تطلب ..
ـ إذا .. أنصتى لتراتيل القهوة جيدا ، أشعلى سيجارة في البدء.. لا تصدري صوتاً، أصغي لصوت النار، إفتحى علبة البن وإستنشقى منها رائحة الصباح .. ضعى القهوة على النار وإعتني بأناقة فنجانك ولا تهتمي لغير ذلك،إيّاكى أن تضيفي القهوة ماء بارد ! .. على يمينك يسارك باب خلفى، اسرقي ياسمينة واحدة فقط.. لا تنسي فيروز فالصباح لا يعد صباحا دونها، غني معها ..وتعالى إلي .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire